أخبار عاجلة

حوار الأديب القاص الروائى والشاعر الناقد خبير العلوم الإجتماعية الدكتور موسى نجيب موسى والكاتب الصحفى أحمد فتحى رزق .

احجز مساحتك الاعلانية

تأخذك الدهشة والفخر وأنت تتابع السيرة الذاتية للرجل , عالم فذ جليل , متمكن من صنعتة , العديد من المؤلفات والقصص والروايات وأيضا الكتابات المتخصصة للأسرة والطفل .

ولنبدأ الحوار

مرحبا بكم دكتور نجيب , لا يستطيع أى متابع لإبداعاتكم أن يتوصل لتلك القدرات المتعددة فى مجالات كثيرة , أرجو أن تطلع القراء على جوانب شخصيتكم الإنسانية والأبداعية .
ج : من البسطاء كنت وسوف اظل.. أب رائع وجميل الله يطيل فى عمره يعمل حلوانيا … وأم مصرية رحمة الله عليها كانت تعرف كيف تقود سفينة حياة بيتها وتصبر على رق الحال .

حتى تنفرج وكثيرا ما كانت تنفرج ….. لم نشعر يوما بالعوز أو الحاجة …… يقول عنا ماركس إننا من الطبقة البرجوازية التى تمتلك وسائل الانتاج ….. فقد كان لدينا الفرن بالغاز الكبير والمقاطع وصيجان الحلوى والبلبة لتشكيل الجاتوهات وغيرها من الادوات .. كنت افرح كثيرا كلما صافحت عيونى كلمات ماركس وانظر لابى بفخر انه برجوازى متوسط .. زرعت امى داخلى حب الفن فمنذ الصغر وعند المغربية كنا أنا وهى نجبس امام عتبة الدار انام على فخذها وتركن الراديو القديم على فخذها الاخر كى نستمع ونستمتع كل يوم بسيرة ابو زيد الهلالى …… وكانت رحمة الله عليها تتلسطن بموواويل الفن الشعبى وكان صوتها جميلا جميلا مازالت نغماته تسكن اذنى .. ومواويلها الشيقة تسكن روحى … من اجلها عشقت الفن الشعبى وعشقت المواويل احب عبد الفتاح ابو احمد ومكرم المنياوى وابو دراع ومحمد طه …. واحب ايضا الشيخ النقشبندى والشيخ الرائع ياسين التهامى ..

عندما تخرجت من الجامعة عام 1993 طبعت على أكواب الشاى الذى اعشقه كثيرا صورتى وعليها عبارة الأديب الدكتور الجميع من حولى كان يتعامل مع الموقف بكثير من السخرية ومادة ثرية للنكت والاستهزاء والتندر واتهامى بالغرور والنرجسية الا أبى اطال الله فى عمره كان يقول دائما لهم وانا اسمعه خلسه اتركوه سوف يكون له شان وسبحان الله وكأن العظيم مصطفى أمين يسمع والدى فى تلك اللحظة حيث كتب عنى فى عموده فكرة وارسل لى خطابا شخصيا يهنئنى بصدور اولى مجموعاتى القصصية ” حكايات الزمن البرئ”

وقال نفس كلام أبى سوف يكون لك شأن فى الكتابة …الآن اقف فوق 30 كتابا اصدرتهم حتى الآن وخلفى يهرول اكثر من اربعين جائزة منها جوائز دولية على مستوى العالم كله وحصلت على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى .. ومعالج سلوكى ونفسى اجتماعى فى مركزى الخاص … ومازلت انتظر الكثير والكثير …. رحلة حياة مليئة بالسهد والعرق والكفاح ….. وسوف تظل حياتى هكذا لن تهدأ الا عندما يخرج النفس الأخير ويابى العودة مرة اخرى إلى صدرى .

س : 1 تمتد تجربة معرض القاهرة الدولى للكتاب لسنوات بعيدة , هل لكم أن تطلعنا على مدى إستفادة المبدع من تلك التجربة وأيضا القارئ ؟

ج : معرض القاهرة الدولى للكتاب عرس حقيقي للكتاب والكاتب وليس على مستوى مصر فقط بل على مستوى الوطن العربى باكلمه ولا أبالغ ان قلت على مستوى العالم ايضا حيث تلاقى ونلاقح الثقافات المختلفة من خلال تجاور الكتاب الأدبية والفنية والابداعية ومختلف نواحى  الفكر والادب والمعرفة والعلوم وفى حقيقة الأمر فإن القارئ قبل المبدع هو المستفيد الحقيقى من هذا العرس حيث توافر الالاف من العناوين فى شتى مجالات المعرفة والعلوم فى مكان واحد وهذا يتيح للقارئ فرصة أكبر فى الحصول على أكبر عدد ممكن من الكتب فى وقت قياسى وكذلك باسعار لاتقارن بسعر الكتب الحقيقى فى الاوقات العادية التى تصدر فيها دور النشر كتبها حيث هناك تخفيضات تقوم بها دور النشر بمناسبة المعرض وكذلك هناك ركن هام فى المعرض يتوافر فيه الكتاب النادر والقديم بسعر زهيد جدا وهو سور الازبكية تلك الظاهرة الصحية جدا فى مجال النشر والتوزيع والذى يتيح للقارئ الفرصة فى اقتناء الكتب القديمة والنادرة اما على مستوى المبدع فاستفادته من المعرض  لها  جوانب متعدد جدا تبدأ من مكان لعرض كتابه من خلال الجناح الخاص بدار النشر الذى نشر فيها كتابه مرورا بتلك الفعاليات التى تقوم بها هيئة قصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب المنظمة للمعرض من مناقشة وتحليل ونقد عمله الابداعى وصولا الى الامسيات الشعرية الضخمة التى تعقد والتى يتفاعل فيها المبدع مباشرة مع المتلقى ومع جمهوره ومريديه .

س : 2 تأثرت الحركة الإبداعية بالثورات فى كل الأنحاء , ما مدى إستجابة مصر والمصريين والقيادة السياسية لذلك ؟

ج : 2 بطبيعة الحال الثورات فى اى مجال تحدث نوعا من الحراك على مختلف الأصعدة سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية وهى بيت القصيد من الثورات جمعيها على مر التاريخ ولأن الإبداع الحقيقى مرآة حقيقية للمجتمع فطبيعى أن تتأثر الحركة الإبداعية بكل ما يمر بها المجتمع من حراك وتغييرات اى كان نوعية وطبيعة هذه التغييرات وإن كنت تقصد ثورة 25 يناير تحديدا فاستطيع أن أقول لك انها للأسف رغم انها ثورة نقية وراقية وكنا نحتاج إليها فى ظل تردى للأوضاع فى مختلف نواحى الحياة الا أن التباس وتداخل المشهد السياسي ووجود حركات وموجات مختلفة أدت إلي إفساد فرحتنا بالثورة وعدم جنى ثمارها حتى الآن وهذا بالطبع ينعكس على الإبداع أيضا كمنحى حقيقى من مناحى الحياة فى المجتمع المصرى وأعتقد اننا كمصريين لم نستفد لا ابداعيا ولا سياسيا ولا اقتصاديا ولاحتى اجتماعيا من ثورة يناير .

على عكس ما حدث فى ثورة 23 يوليو المجيدة والتى قامت بحراك واسع المجال فى مختلف النواحى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وليس ادل على ذلك من تحولنا  فى نظام الحكم من نظام  ملكى استعبادى الى نظام جمهورى حر .

س 3 قضية كل مبدع التحقيق , ماذا فعلت النخب ووزارة الثقافة من أجل ذلك , كما أن هناك علامات إستفهام كبيرة حول تلك النقطة ؟

ج : 3 التحقق قضية كل فنان حقيقى وهو بالمناسبة مرحلة طبيعية جدا من مرحلة العملية الإبداعية لدى المبدع حيث يبدأ وفق مراحل تطور الإبداع كما اتفق عليها علماء نفس الإبداع من مرحلة المحاكاة إلي مرحلة التميز ثم مرحلة التفرد أو التحقق كما نطلق عليها وهى قضية هامة ومثيرة للغاية وسبب أهميتها أنه للأسف المبدع العربى بشكل عام والمبدع المصرى بشكل خاص عليه أن يسعى منفردا ووحيدا كى يحقق لنفسه مكانة مرموقة فى المجمتع الإبداعى والمشهد الإبداعى لذا نجد انها مجهودات فردية تأخذ الكثير من الوقت والمجهود والعمل المضنى حتى تتم وهذا يعكس لنا غياب دور المؤسسات فى صناعة المبدع وتحققه وتأتى على راس هذه المؤسسات وزارة الثقافة بكل ما تضمه من صروح ضخمة ولكن لا عائد او نتاج حقيقى على أرض الواقع .

س : 4 إرتبط التحقيق بالنشر , فنجد دورا للنشر تحاول تحقيق كاتبيها  وأخص السيدات هنا دون النظر لإعتبارات أخرى , كيف ترون ذلك ؟

ج : 4  بداية ليس شرطا التحقق الابداعى يأتى عن طريق النشر فقط فهو أحد وسائل الانتشار وتوصيل رسالة المبدع إلي متلقيه واعرف أن هناك مبدعين كثيرون لم ينشروا كتابا واحدا حتى الآن ولكنهم متحققون ابداعيا بدرجة مذهلة ولكن الذى يحدث الآن فى مجال النشر حدث ولاحرج حيث عمل التطور التكنولوجى والانفتاح الفضائى وثورة المعلومات وظهور مواقع التواصل الاجتماعى على فتح مجالات آفاق رحبة للنشر وللأسف هذا فتح الباب على مصراعيه لأشباه المبدعين وانصافهم وارباعهم للهرولة نحو النشر وبغزارة مما ضاعت معه قيمة الابداع الحقيقى والمبدعون الحقيقيون .

وهذا ايضا ساعد على انتشار العديد من دور النشر الصغيرة جدا والتى تقتات على جيوب هؤلاء الاشباه فتطبع لهم كتبهم الهشة والهزيلة على نفقتهم وتتربح منهم كل ذلك جعل سوق النشر فى مصر والعالم العربى لايعكس حقيقة المشهد الابداعى واعتقد وجود ظواهر مثل ديوان خمسة خصوصى لشخص يدعى انه شاعر اكبر دليل على كلامى هذا .

س : 5 تتأخر كثيرا هيئة الكتاب وقصور الثقافة فى نشر الأعمال وغالبا ما تتدخل الواسطة والمحسوبية لإنجاز ذلك فماذا لو كنت مسئولا عن هذا الملف ؟

ج : 5 للأسف الواسطة والمحسوبية والشللية من اهم معالم مشهدنا الأدبى بل مشهدنا الثقافى برمته ومبدأ ( شيلنى وأشيلك) هو السائد فى حياتنا الثقافية بشكل عام واتفق معك انه بالفعل تتاخر كثيرا عملية نشر الأعمال الابداعية فى الهيئة العامة للكتاب وكذلك هيئة قصور الثقافة وانا شخصيا لى تجربة سيئة جدا مع الهيئة العامة للكتاب فى سلسلة اشراقات أدبية تقدمت إليها بإحدى مجموعاتى القصصية  عام 1999 وقد قابلنى مصادفة المرحوم الناقد محمد محمود عبد الرازق فى مؤتمر ادباء مصر فى الاقاليم عام 2002 وقال لى انه انتهى من كتابة دراسته عن المجموعة كأحد شروط النشر ولك ان تعلم أنه حتى الآن لم تصدر المجموعة ولا اعرف أين ذهبت ؟ اما لو كنت مسئولا عن هذا الملف فأعتقد ان الإبداع الجيد والحقيقى يفرض نفسه وهو وحده من يقول كلمته وليس هناك اى اعتبارات اخرى لدى سوى الإبداع الحقيقى لكى يأخذ دوره وحقه فى النشر .

س : 6 هل مازال الصعيد مركزا للإبداع , ولماذا التهميش إذن من الوزارات المعنية والحكومات المتعاقبة ؟

ج : 6 نعم الصعيد كان ومازال وسوف يظل مركزا حقيقيا للإبداع وان نظرت الى قمم الإبداع فى مختلف المجالات سوف تجدها من الصعيد سوف تجد مصطفى لطفى المنفلوطى والعقاد وطه حسين والشيخ مصطفى الرازق ولويس عوض ويعقوب الشارونى ويوسف الشارونى وغيرهم الكثيرون والكثيرون من الصعيد واعتقد التهميش ليس فقط على مستوى الإبداع بل فى كل مجالات الحياة فالصعيد لم ينل حظج : 6 نعم الصعيد كان ومازال وسوف يظل مركزا حقيقيا للإبداع وان نظرت الى قمم الإبداع فى مختلف المجالات سوف تجدها من الصعيد سوف تجد مصطفى لطفى المنفلوطى والعقاد وطه حسين والشيخ مصطفى عبد الرازق والشيخ على عبد اله من الحكومات المتعاقبة كافة من الاهتمام والرعاية والتطوير ولكن أبناءه قادرون على تحمل الصعاب ومواجهة العقبات والوصول الى افاق ارحب من الابداع والرقى والتحقق

س : 7 الإنتقاء . فناء , ما رأيكم فى تلك المقولة ؟

ج : 7 لست مع هذه المقولة نهائيا وان كنت لا اتفهم مغزاها ولكن الانتقاء  لايعنى الفناء بل على العكس الانتقاء يعنى تقديم منتج جيد ومتميز وله حق الاستمرار والوجود فالانتقاء وهو مرداف الانتخاب يثمر دائما عن أشياء جيدة ومدهشة .

س : 8 لماذا لم يظهر الدور الثقافى فى علاقة أبناء الوطن الواحد وكيف يكون ذلك بعيد عن المعالجات السياسية العقيمة ؟

ج : 8  للأسف لم يظهر الدور الثقافى فى علاقة أبناء الوطن الواحد لانه كما سبق وان ذكرنا ان الوسط الثقافى تحكمه المصالح والشللية والمنفعة المتبادلة وكذلك كما سبق وان ذكرنا أيضا فى سؤال التحقق الادبى ان الكل يعمل على نفسه ومشروعه الإبداعى منفردا فليس لدينا مؤسسات جامعة شاملة وليس لدينا وضوح فى الخريطة الثقافية والعمل الثقافى وأهداف واضحة وراسخة يلتف حولها الجميع من اجل تحقيقها فالشللية والمجهودات الفردية والجميع يعيش فى جزر منعرلة عن الآخر وعن الجمهور متلقى الثقافة أصلا كلها عوامل وأسباب أدت الى عدم ظهور هذا الدور

س : 9 هل تطمح سيادتكم لمنصب وزير الثقافة , وهل تتوقع ذلك ؟ وما هى المعالجات العاجلة لإصلاح المنظومة المصرية ؟

ج : 9  لم يدر بخلدى قط اى منصب فى الدولة وخاصة هذا المنصب الحساس جدا لسبب بسيط لم يتول الوزارة اى شخص فهم معنى الثقافة بكافة دلالاتها وبخصوبتها وتنوعها الا من رحم ربى واعتقد فاروق حسنى كان من بين هؤلاء الذى ادركوا وفهموا معنى الثقافة الحقيقية وان اتفقنا او اختلفنا عليه الا أن انجاز الرجل فى وزارة الثقافة لاينكر رغم انه هو المتسبب فى تحويلها كحظيرة يجمع فيها الباحثون عن لقيمات ملقاة أسفل الموائد العامرة بالفساد  و منصب الوزير ليس منصب إدارى للأسف بل منصب سياسي فى المقام الأول والعمل فيه مرتبط ارتباطا وثيقا بسياسة الحزب الذى يهيمن ويسيطر على تشكيل الوزارة وعلى مجريات الأمور  فى البلد ولعل هذا السبب الرئيس وراء عدم طموحى فى ان اكون يوما وزيرا للثقافة وايضا لا اتوقع ذلك لاننى على الاقل فى حياتى ملف مهم لا اخجل منه وهو اننى مصنف  أمنيا إننى كاتب سياسي ضد السلطة منذ عام 1996 عندما كنت اكتب فى الصحف والمجلات المصرية عن فترة عدم الاستقرار وتفشى الظواهر الارهابية وتقاعس اداء الحكومة مما اوقعنا فى العديد من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية  واعتقد ان العفن والسوس قد نخر عظام جسد الثقافة المصرية فالحلول العاجلة والمسكنات لن تجدى بل لابد من وضع استراتيجة عمل طويلة الأمد تعتمد على فكرة تعديل وتغيير الاتجاهات السلبية الموجودة حتى نخلق مناخ آمن وإيجابى وصحى نستطيع من خلاله ان نصلح تلك المنظومة العطنة .

س : 10 نسمع عن قصص الجوائز ومالها وما عليها , فهل هناك تجاوزات ومجاملات فى هذا الأمر , وإلا كنا سنسمع عن أسماء جديدة على الساحة الإبداعية وماهى سبل تنظيم المسألة ؟

ج : 10الجوائز المصرية والعربية على حد سواء حدث ولاحرج وما عليها أكثر مما لها واوجز كلمتى فى جملة واحدة ان الجوائز مهما تعاظمت لاتصنع اديبا حقيقيا بمعنى الكلمة فهناك ادباء كثيرون رائعون ولم يحصلوا طيلة حياتهم على اى جائزة وليس معنى كلامى ان الجوائز ليست مهمة بل على العكس هامة جدا ولكن بالشكل الموجودة عليه حاليا ليست بقدر من الأهمية ولاتصنع أدبا ولا اديبا .

وفى نهاية حوارنا ووعد بحوار متواصل لأديبنا الكبير نتوجة بالشكر لسيادتة  على إتاحة الفرصة والوقت .14470563_10153795220616244_4844834602988897156_n 1422354_10201114986254707_1215179136_n

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى